السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُحكى أنَّ « الزير سالم » عندما كان في عنفوان شبابه وفي فترة لهوهِ ومجونِه ، ذهب يستقي يوماً ويملأ بعض قِرَبِ(1) الماء من بئرٍ قريبة، فترك حماره يرعى بجانب المكان ، ونزل إلى قاع البئر ليملأ القِرَب من الماء الصافي ، وكان الماء شحيحاً فيها ، وعندما خرج وجد حماره مقتولاً ووجد أسداً يفترسه ، فغضب الزير وتطاير الشررُ من عينيه وأمسك بعصاه الغليظة وأهوى بها على رأس ذلك الأسد ، فترنّح ثم وقع على الأرض مغشيّاً عليه ، فألجمه الزير بحبلٍ متين ووضع عليه برذعة الحمار وقِرَب الماء وركب عليه وساقه إلى الحيّ وصار يهمزه برجليه ويضربه على رأسه وهو يقول له: « اللي بياكل حمير العَرَب لازم يزازي(2) بالقِرَب » .
(1) - القِرَب جمع قِرْبَة ، وهي ظرفٌ من جلد يُخرز من جانبٍ واحد ويستعمل لحفظ الماء .
(2) - يُزازي ، مخففة من الفعل زأزأ يُزأزيء ، أي يمشي مسرعاً وخائفاً وينوء تحت حمل ثقيل.
وللحديث بقيه،،
والسلام مسك الختام
اخوكم: أبو عبدالمحسن